تغريبة بني فتح.. 40 عاماً في متاهة فتحاوية
كتاب "تغريبة بني فتح أربعون عاماً في متاهة فتحاوية" للكاتب وليم نصار، يتحدث فيه عن تجربته الاعتقالية وما قبل التجربة الاعتقالية وبعدها في لبنان وتونس والأردن والانتفاضة والسلطة.
نشرت مكتبة بلدية نابلس، الأربعاء 22.09.2021، تمهيد وإهداء كتاب تغريبة بني "فتح" أربعون عاما في متاهة فتحاوية، للكاتب وليم نصار.
وفيما يلي تمهيد الكتاب والإهداء:"التمهيد والإهـداء..
هذا الكتاب وضعت خطة كتابته والأفكار فيه سنة 1980 بعد خروجي من الأسر، فقد طلب مني بلال الحسن أن أكتب مذكراتي في السجن، وكان يومها يعمل في "السفير اللبنانية" ووضعت جدول المحتويات والنقاط التي سأتحدث عنها بمذكراتي عن الأسر، وكتبت الفصول الأولى عن حياتي قبل الاعتقال، وكيفية انضمامي لـ"فتح" كمقدمة لما حصل لاحقا في الأسر، وكان الكتاب بعنوان "أصفادنا والتحدي بين المسيرة والممارسة".
ويتألف من بابين، الأول عن المسيرة، والثاني عن الممارسة وكانت الأحداث ما تزال حية بقوة في ذهني ووجداني، وكنت استطيع أن أكتب كل التفاصيل بدقة متناهية، ولكن الأحداث أدخلتنا في أتونها ولفحتنا بحراراتها، وانهمكت بالعمل في بيروت كمسؤول لأمن القائد العام، وانشغلت بالعودة للدراسة، فوضعت الكتاب جانبا بعد أن كنت قد قاربت على إنهاء فصول المقدمة لما قبل الاعتقال كما كنت قد خططت لها بشكل موجز في ذلك الوقت.

وبعد خمسة وعشرين عاما عدت لتلك المقدمات البسيطة، بعد أن أصبحت كهلا في طريقي الى الشيخوخة، وأمضيت جل عمري في "فتح" تائها في متاهتها لمدة أربعين عاما من النضال المستمر.
ورأيت أن أعود إلى كتابة مذكراتي، ولكن هذه المرة اتوسع بالمقدمة حول ما قبل الاعتقال، لتكون توثيقا لما يجري في "فتح" في السنوات الأولى، بعد أن نسي الناس كيف كانت تلك الأيام، وهذه المذكرات عن تلك الأيام هي أكثر من مذكرات شخصية، إنها مذكرات مرحلة من النضال لم يتحدث عنها أحد بتوسع، وبهذا أصبحت مرحلة الأسر هي الباب الثاني، ومرحلة ما بعده هي الباب الثالث، ولكن الكتاب الأصلي كان يحتوي بابين عن مرحلة الأسر، ولذا جعلت المسيرة في الباب الثاني، على أن تكون الممارسة بابا رابعا كملحق للكتاب.
وعندما بدأت الكتابة في الباب الثاني، لاحظت أن الذاكرة لم تعد قوية كما كانت، فأحداث المسيرة في الذاكرة تماما كما حصلت، ولكن الممارسة بكل وثائقها ومجالاتها لم تعد بالذاكرة تفصيليا، ولم يعد هنالك مجال للتوسع بالممارسة في باب مستقل، فدمجتها في الباب الثاني ضمن المسيرة كما في الكتاب الآن، وألغيت الباب الرابع كليا، وحيث أن الكتاب بالأساس كان عن المعتقل والأسرى.. فإني أهديه لهم، وهم أشرف المناضلين، ومعهم عشت أصعب أيام، بأفخر مواجهات وتحديات... ومني لهم الف تحية".
المصدر: مكتبة بلدية نابلس
2021-09-22 || 10:52