عن فيديو المراهقات: تحليل فلسفي لتعليقات المتفلسفين

في اليومين السابقين انتشر مقطع فيديو لمراهقات يعبرن عن حماسهن لحضور العرض الأول لفيلم الفرقة الغنائية البريطانية "One Direction"، في سينما سيتي بمدينة نابلس. وعبر من هم 18 عاماً فما فوق، عن استيائهم من مقطع الفيديو الذي نشره موقع دوز الإخباري على الموقع وعلى صفحة الفيسبوك الخاصة به. فيما دافع المراهقون عن الفيديو واعتبروه تصرفاً طبيعياً من هذه الفئة العمرية. ولهذا، قررت أن أعبر عن رأيي بالموضوع ومن منطلق فلسفي. فإن كنت ممن تستفزه الفلسفة، أنصحك بعدم قراءة المقال. طبعاً قبل ذلك كله، فأنا أفترض أنك شاهدت الفيديو. رأيي الشخصي تجاه الفرقة أحتفظ به لنفسي، أما هنا، فأنا أشخص الحالة الماثلة أمامي: وجّه كثيرون انتقادات للفتيات، ومنهم من وصفهن بالتفاهة والسذاجة والغباء، وتفاقمت التعبيرات وصولا إلى "عمار يا بلد"، "لا والله وتحررنا" و"ألو داعش". إن انحياز أصحاب هذه التعليقات يعبر عن سطحية مكافئة لما يروه من سطحية تصرف هؤلاء المراهقات، إذ إنها تعليقات لا تهدف إلى النقد البناء، أو حتى النصح الرشيد. إنهم يريدون تبرئة أنفسهم من جرم السذاجة أو لإظهار الوجود، فهم يعتقدون أنهم وبهذه التعليقات يعبرون عن حبهم للبلد، إلا أنه حب يضر ولا ينفع. فأنا لا أرى وجود أي خطر مستقبلي أو تهديد يحدثه تصرف هؤلاء الفتيات بحماسة تجاه شخصيات مشهورة، فكلنا مررنا بفترة المراهقة، وها نحن لا سوء فينا. من منا لا يذكر حفلات الراب والفيديو كليبات: smack that وin the club؟ والشخصيات التي غزت تفكيرنا وأثارت موضع اهتمامنا مثل: X-Men وHarry Potter. هل هذا معناه أنهم كانوا قدوة لنا؟ لا. الجميع يعلم أنهم فنانون محترفون يقومون بوظيفتهم، والفائدة التي تعود علينا منهم هي المتعة والترويح عن النفس. الـPop culture والـPop art، مصطلحان يطلقان على ثقافة وفن التسلية والترويح عن النفس، وهما موضع اهتمام وشغف عالمي. وعلى سبيل المثال، يقوم كاتب بتأليف كتاب لا فائدة منه سوى أن تستمتع "حضرتك" بما فيه. وهذا ينطبق على الأغاني والأفلام والصور. "للانبساط والفرح فقط"، وهذا أعتبره إنجازاً وعملاً ممتازاً، لأن هذا ما ينقصنا ويكفينا تعقيداً. وإن اعتبرنا الإقبال على فيلم One Direction يندرج تحت هذا الإطار، فأظن أنه لا داعي للنقاش. بروز هذه الشخصيات الفنية والضجة التي تحدثها في أوساط المراهقات ليس غريباً أبداً، فمن هو على دراية بالموسيقى، فليكن على يقين أن هذه الظاهرة في تجدد دائم. من The Beatles ،Elvis Presely ،Michael Jakson، وصولاً إلى Eminem ،Beyonce  ،Rihanna ،Justin Bieber"هدول كلهم كانوا بفترة مراهقتنا وكنا مدلوقين عليهم دلق". السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل هناك مجال لمقارنة الطرفين موسيقياً؟ برأيي المتواضع: "لا وألف لا". مغنو الـOne Direction لا يقدمون موسيقى جيدة أبداً وغناؤهم عبارة عن هندسة صوتية ومونتاج، ومن الصعب معرفة هذه المواهب من وراء هذه الأحجبة. وهناك فريق عمل متكامل يعمل على تصميم رقصاتهم وإظهارهم بأبهى حلتهم، ناهيك عن تحضيرهم للظهور على الشبكات الإعلامية. وبالتأكيد، كانت هناك مراهقة حلمها عبد الحليم حافظ، وفي هذه الأيام مراهقة حلمها Harry Styles أو أقرانه. الخلاصة: "أنا مش مع إنو ندافع عن هدول البنات أو تصرفاتهن إلا إذا كان الهجوم عليهن لا يستند إلى معايير سليمة وما كان فيه تجريح لشخوصهن، وإذا إحنا بنعرف أكتر منهن خلينا ننصحهن بما إنهن أصغر منا. غير هيك محدش إله حق ينتقد". "ولو هدول البنات بيعرفوش شو يعني Role Model، خلونا نحكيلهن برضو، لإنو الفنان فنان والقدوة أو المثل الأعلى حاجة تانية خالص".   لمشاهدة الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=DE4PI6xSfcg الكاتب: رفيق حموي المحرر: عبد الرحمن عثمان *هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي دوز