رأي - حول جدال "لانا" و"رينا"
محاضر جامعي يعقب على الحادثة التي شغلت فئة واسعة من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً والتي تتعلق بخبيرتي تجميل.
المحاضر الجامعي محمد أبو الرب ينشر ما يلي:
ببساطة "صراع" "الميك أب آرتست" في شكله الظاهري تافه، لكن في جوهره ومضمونه خطير جدا ويكشف أزمات مجتمعية راسخة، كيف ذلك؟
الخطاب نفسه قائم في بعض منه على عقلية وثقافة السيد والعبد، الطبقات العليا والطبقات الدنيا
خطاب قائم على استعراض الغنى ولبس الماركات والسيارات الفارهة والنزعة العائلية، كجمل كثيرة تكررت: "بتركبي سيارات بالقروض عشان تصيري من طبقتنا، ولبسك مثل لبسنا" "نجاحنا أبا عن جد" " طبقتنا" " نسيت أصلك".
خطاب "الميك أب آرتست" قائم في جوهرة على وعد مسبق- كأي إعلان تجاري- وعد بأنه بحال اشتريت هذه السلعة أو المنتج ستصبح أفضل، وستحظى باهتمام أكبر وستصبح كما شخصية الإعلان أو المروجة للسلعة.
ومن هنا فالميل إلى التقليد وشراء السلع التي يروج لها، هدفه وعد للناس بأن يتحولوا إلى طبقة النخبة، ولكن بنظر "الميك أب آرتست" فمشتري السلعة، سيبقى مجرد مقلد وخادم ومستهلك لما تراه فتيات الطبقة العليا أو هكذا يصورن أنفسهن، وما جوهر كل هذا الجدل الحالي سوى اتهام "ميك أب آرتست" بأنها ليست من هذه الطبقة، وعليها أن تعود لأصلها كما يروجون، أن تعود إلى الطبقات الدنيا، والتميز الفردي لا مكان له بنظرهم، طالما أنه متوارث عائليا أبا عن جد.. كمية العنصرية في هكذا خطابات مخزية ومقرفة، وللأسف من يمنح هؤولاء سلطتهن وشهرتهن، جمهور عريض من الفتيات التائهات الباحثات عن التميز وإثبات الذات، والذي أصبح بنظر هؤولاء "الميك أب آرتست" قائم على معايير الشكل أكثر من الجوهر والمضمون.
الكاتب: محمد أبو الرب
هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي دوز
2020-10-11 || 20:56