تتعرض المواقع الأثرية في بلدة بيت فوريك شرق نابلس لهجمة شرسة من منقبي الآثار، ويظهر للعيان الأثر البالغ الذي تتعرض له المواقع الأثرية التي تعود للحقبة الرومانية وما بعدها في (خربة طانا وطانا الفوقا)، حيث لم تسلم أية بقعة أثرية من الحفر والتنقيب. وقبل أربع سنوات كنت تستطيع رؤية التلال بشكل طبيعي، أما اليوم فقلبت وهدمت كهوف وآبار وحجارة ومبان أثرية مدفونة تحت التراب.
ومع نهاية شهر كانون الثاني من عام 2018 استغل مجهولون الأجواء الماطرة وأقدموا على تخريب مغارة أثرية مخفية تحت التراب بجانب مقام "الولي" في منطقة (طانا الفوقا)، واقتلعوا شجرة زيتون كانت مزروعة على مدخل المغارة في أرض المواطن جودت توفيق مليطات بواسطة معدات ثقيلة.
"تنقيب عن ما يسمى بالآثار وآمنّا، طيب تخريب الأرض واقتلاع الزيتون ليش؟ ما بحقلهم يدخلوا أرض مش إلهم، دخلوا وخربوا وسرقوا، طيب يطموا إلي خربوه". هذا ما صرح به لـدوز ابن مالك الأرض -التي تعرضت للتخريب- محمد جودت مليطات والذي تقدم بشكوى رسمية لدى سلطة الآثار في نابلس، ووعدوه أن تتم متابعة الموضوع وزيارة المكان.
"الشجرة زرعها أبوي"
تقول الحاجة أم شوكت (75 عاماً) والدة جودت مالك الأرض الحالي: "قبل 60 سنة كان أبوي يزرع هاي الأرض قمح، وكنت أساعده في الحصيدة، فتح أبوي المغارة عشان يعملها بير، ولقي فيها فتحات واستصعب قصارتها وسكرها".
وتتابع أم شوكت: "تعب أبوي وبطل يقدر يزرع قمح، وزرع غرسات زيتون في الأرض، وهاي الشجرة إلي خلعوها زرعها أبوي وعمرها خمسين سنة". وتضيف: "إحنا ما بنعرف شو لقيوا في المغارة، بس كنا نسمع زمان إنه حده دافن فيها سلاح إنجليزي لما إجو اليهود على البلاد، وحط حجر كبير على بابها".
ويذكر أن المناطق الشرقية لبلدة بيت فوريك تعتبر المتنفس الطبيعي الوحيد لأهالي البلدة، وتنشط الرحلات إليها للاستمتاع بالطبيعة على مدار العام وخاصة في فصل الربيع، ويبدي الكثير من المواطنين انزعاجهم من أعمال التخريب التي يقوم بها منقبو الآثار، -وخاصة مع تطور الأجهزة التي ترصد أماكن المعادن ونوعها- والتي كان آخرها أعمال الحفر بجانب الطريق في "طانا الفوقا"، وشهد آثارها العشرات من المواطنين وصارت حديث الساعة في البلدة.
الكاتب: علي حنني
المحرر: عبد الرحمن عثمان