قصص نساء عين جوريش
الحكواتي والباحث بالتراث الفلسطيني حمزة أسامة العقرباوي يلتقط من "الحجات" روايات قديمة عن عيون المياه في قرية جوريش بمشاريق نابلس في يوم الزي الفلسطيني ويعيد سردها بأسلوبه الشيق.
في إحدى زوايا يوم التراث الفلسطيني يوم الزي، سعدت بالحوار مع الفلاحات الآتيات من قرية جوريش في مشاريق نابلس. كن قويات كالفلاحات عموماً وواثقات من صدق كلامهن ويسندهن مدد من سيدي الشيخ حاتم صاحب المقام المعمور والمزار المبروك وسط قريتهن الجميلة.. دستورٌ لخاطره.
وكان مما روته لي نسوة جوريش، قولٌ للحاجة خديجة سعيد عبد الحي (مواليد 1948) عن عين جوريش. تلك العين، التي كانت تسقى أهالي جوريش وكفر عاطية وأهالي عقربا وبعض القرى المجاورة.
قالت لي الحاجة خديجة: "هذه عين مبروكه وميّتها شفا للناس، ييجوها من كل لبلاد يشربوا ويتعالجوا فيها قبل ما تخرب وتتلوث اليوم. أصحاب الغنم والحلال يسقوا غنهم وحلالهم منها لأنها مليحة وفيها شفا وبركة والناس اللي تمرض تيجيها، هذيك السنة قالوا إنه في زلمة من ريحا (أريحا) فات في حلقه شوكة "عليق" ولزقت بحلقة وحفرت وما عرفوا يطولوها. فقالوا له روح ع عين جوريش. وأجا فعلا ع جوريش مشي ع رجليه وبلش يتمضمض منها تا إنه (حتى) نزلت الشوكة من حالها وربنا شافاه".
ولم يفت الحاجة خديجة أن تذكر عيون البلد: "العين البيضا ميتها زي العسل.. وبير الشحم ميته صافية وللشاي فش أطيب منها، بتخلي لون الشاي زي الحنونة".
وأكدت أن زوار سيدي الشيخ حاتم كانوا ينزلون بالعين ويشربون منها في طريق العودة ويأخذون منها لقراهم، لأنها عين مباركة الماء وشافية صافية.
وكن في طفولتهن، حسب قولها، يسارعن للتشريب إذا قل المطر ويشحدن الملح ويزرن سيدي الشيخ حاتم والنبي الكفل: "لأنه إذا فش مطر بتشح مية العين وبتقعد الوحدة منا يوم كامل وهي تمقع ميه (تحويش الماء بالوعاء). بس اليوم الحمد لله فش مطر وفش تشريب والناس بطرت وخربت العين، والله يجيرنا من إللي جاي".
يتبع..
الكاتب: حمزة أسامة العقرباوي
المحرر: عبد الرحمن عثمان
2018-07-03 || 11:13